آداب

د. أسامة محمد جمعة داؤد يكتب : مدام دستال ودورها الريادي في الأدب المقارن (6)

مراديس نيوز

عرفت مدام دستال كرائدة في الأدب المقارن في القرن التاسع عشر ، فقد كانت متطرفة من كل الفنون والآداب أي أنها تعرف شيئاً يسيراً من كل منها ، كانت تقضي كل معظم الليل في القراءة ومعظم النهار في الكتابة ،
هربت الى سويسرا ايام الثورة وعادت لتصطدم بنابليون فقد كانت متأثرة بفلاسفة ألمانيا وأدبائها وكانت تدعو الى احتزاء الأدب الألماني وتقليده لإثراء الأدب الفرنسي وإغنائه مما أثار حفيظة نابليون وقال لها إن الوقت الذي تدعيننا فيه لاحتزاء الأدب الالماني لم يأت بعد ، لكنها تحدّته ومضت في دعوتها فغضب نابليون وأمر بنفيها إلى خارج فرنسا، وفي رواية أخرى انها كانت تستضيف بعض المعارضين في السفارة ( السويدية).
ويروى أن ابنها ( عمره 15) عاماً مثل امام نابليون وتوسل اليه بأن يأذن لأمه بالرجوع فقال نابليون “إذا ازنت لامك بالرجوع فإني اضطر الى سجنها بعد شهرين في إحد القلاع ولست ارغب في معاملتها بمثل هذه المعاملة فلتذهب أينما شاءت أوربا كلها مفتوحه لها ”
أقامت منتدى للأدب في ألمانيا كان يحضره رواد من خارج ألمانيا ومن خلال المنتدى استطاعت أن تمكن لفكرتها في الأدب المقارن.
وكتبت كتاب (عن ألمانيا) بالرغم من أن الكتاب ليس من الأدب المقارن لكنه أسهم في مد الجسور بين ألمانيا وفرنسا وقد أظهر للكتاب الفرنسيين مالم يكونوا يعرفونه عن الأدب الألماني.
ومن أهم اقوالها التي كانت تطلقها لتشجيع الأدباء الفرنسيين على قراءة واحتزاء الآدب من خارج نطاقهم الثقافي قولها ” من الخير للأمة أن ترحب بالأفكارالتي ترد إليها من الخارج فإن الأمة المضياف هي التي تغنم أكثر” وقولها وهي توجه قومومها في فرنسا للإفادة من الأدب الألماني ” إذا أردنا أن نعالج العقم الذي أصاب الأدب الفرنسي من الضرورة أن نطعمه برحيق أكثر قوة”
وقد أصدرت كتاباً آخر بعنوان “الأدب وعلاقته بالنظم الاجتماعية” بالرغم من أن الكتاب ليست من صميم الأدب المقارن لكنه تضمن أفكاراً من صميم الأدب المقارن منها قولها ” متى تعرضت أمتان لمؤثر واحد فإن هناك نقاطاً مشتركة بين أدبيهما”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى