عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو يكتب…سياقات ثابتة ومتعددة_ من يقف وراء الفبركات والشائعات في الميديا الإلكترونية
مراديس نيوز
1/ أصبحت بعض مواقع الميديا الإلكترونية عبارة عن منصة تحريض ضد السودان، وبتحليل مخرجات هذه المواقع، يتضح أن هناك منصات تعمل بإحترافية وتقنيات تدل على أنها تتلقى دعم تقني وتمويلٍ ماليِّ ولوجستي، من جهات تريد استغلال البلبلة لتمريز أجندة هدامة وفق خطة إعلامِيّة مدروسة يقف وراءها خبراء محترفون، كما في حالات كثيرة شهدها يوم أمس الخميس 17 مارس، والذي تم فيه اختيار ونشر شائعات ذات سمة معينة لإحداث ربكة وخلق أزمة مرورية خانقة بدأت بإغلاق شارع الانقاذ بعدد من الطالبات المحتجات على ارتفاع رسوم السكن، ثم نشر اخبار عن اغلاق لعدة كباري وبث منشورات عن انقلاب مزعوم، وكل هذه الاشياء اختيرت بعناية وتسلسل مدروس للوصول نقطة الذروة لخلق حالة من الذعر والهلع واختناق الشوارع، وقد اكتظت منصات ومجموعات ومواقع الميديا الإلكترونية بالتحليلات الجذافية التي لا تستند إلى المعلومات الصحيحة، وقد بات من الواضح أن الهدف الحقيقي والرئيس لبعض هذه المنصات *هو استخدام الشائعات لمنع ظهور أي توافق وطني أو مصالحة سياسية*، وهنا تكمنُ خطورة هذه المنصات والمطابخ السرية التي تتلاعب بعقول السودانيين، وتغذي رواد مواقع التواصل الإجتماعي بأشكال من التضليل والوعي المعلب وكل أنواع خطاب الكراهية، وهناك جهات تقوم بصناعة واجهات إلكترونية لكي تصبح منصات هجومية تستهدف القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى، ومحاولات إثارة الفتنة بين الجيش والدعم السريع، والمؤسف أن الصحف الورقية أصبحت ناقل ووسيط لنشر هذه الشائعات والأخبار المفبركة وهذا يساهم في عملية التأثير لصناعة الرأي العام وإصطفافه ضد التوافق الوطني، وضد القرارات الحكومية، خاصة عندما تتحول هذه الوظيفة الإعلامية للصحف والمواقع إلى نقل الفبركات التي تهدف إلى سلب الناس وعيهم، وبناء عالم بديل من الوهم والأكاذيب.
*2/* يزداد هذا الوضع قوة في ضوء تطور تقنيات الاتصال ووسائل الإيهام والإقناع التي ما فتئت تتحسن لإيصال الرسائل إلى العقول والوجدان مباشرة، وعن طريق التراكم وتكرار الرسائل يتم ترسيخ الشائعات والأوهام، فيصبح حجم الرسائل التي يتعرض لها المتلقي هائلاً وربما غير قابل للحصر، ليكون غارقاً معظم الوقت في هذه الفبركات والتوجيه الأيديولوجي، والتضليل أو التحريض على التنكيل بالخصوم، خاصة مع طغيان الطابع السياسي الحزبي الملوث بالإنتهازية ورائحة المال، مما جعل العديد من الصحف والمنابر أو المنصات الإعلامية مفتقرة إلى المصداقية والنزاهة.
*3/* من الملاحظ للمتابع الحصيف، أنه وفي كل الأوقات التي يوشك أن يكون هناك توافق أو إتفاق تظهر بعض الأزمات الكبرى التي تنشب أظافرها بالبلاد، وتنشط بشكل كبير كل آليات الحرب الإعلامية والنفسية، وخلال الثلاث سنوات الأخيرة أصبح واضحاً أن هناك حرب سيبرانية موجهة ضد السودان وتحديداً ضد الجيش وقيادته، وضد جهاز المخابرات العامة، وعادة ما يتم في هذه الحرب إستخدام آليات وأساليب مضللة للوعي السوداني حول ما يجري من أحداث، مثل تحريف تصريحات المسؤولين أو السخرية منها، وإنتهاج الخطابات التهويلية والكذب، وتزوير الأحداث وفبركة الأخبار والبيانات، بحيث يتم إضعاف الطرف الآخر وإسقاط مصداقيته أمام الجمهور، وأكثر من يجيد أساليب هذه الحروب التي تم استخدامها خلال العقود الماضية هي *أمريكا وإعلامها ومؤسساتها الاستراتيجية والبحثية وبعض القوى الكبرى في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب بريطانيا،* وحالياً تبدو بعض منصات الميديا الإلكترونية السودانية وكأنها مستنسخات أمريكية وبريطانية يديرها متعاونين وعملاء لهذه الجهات – بوعي أو دون وعي – للتأثير الفكري والنفسي على كل من تواجهه أو تريد تغييره كنظام أو التأثير لإحتوائه أو كسبه، وهذا هو إسلوبهم الذي لا يُخفي على خبير.