الأخبارمقالات

د.أسامة محمد جمعة ..الرؤية النبوية للشعر (شبهات وردود) (5)

مراديس نيوز

يظن الكثيرون حين يطالعون بعض الأحاديث النبوية التي وردت في كتب رواة الأحاديث أنها ذمت الشعر ورهبت من قرضه وإنشاده ومن تلك الأحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم : ” ما أنا بشاعر ولا ينبغي لي ” وهنا يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ليس بشاعر ولا ينبغي له أن يكون من زمرة الشعراء ويشير إلى قوله تعالى” : وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين” ، ولكن بعض رواة السيرة يعتقد أن الرسول قد نظم الشعر لأنه قال:
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
وقال أيضاً
هلْ أنتِ إِلَّا إِصبَعٌ دَميتِ و في سبيلِ اللهِ ما لقيتُ
ويقول بعض المفسرين أنه ليست شعراً إنما كلام جاء موافقاً للشعر ،
فقد صرف الله سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم عن قول الشعر لعدة أسباب أهمها:
1/ لو كان النبي شاعر لقيل أن القدرة التي مكنته من إدراك تأليف الشعره سوف تمكنه من تأليف القرآن.
2/ ترفيعاً له لما في الشعر من تزيين وتخييل ومبالغة.
3/ تكذيباً للمشركين الذين كانوا يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم شاعر ، قال تعالى ” أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ” ، وقال تعالي “بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ، بَلِ افْتَراهُ، بَلْ هُوَ شاعِرٌ”
4/ لكي لا يشتغل بشئ مما يتلهى به مثل الشعر
5/ لأن العرب كانوا يعتقدون أن لكل شاعر شيطان فلو كان شاعراً لقيل أن شيطانه الذي ألهمه الشعر سوف يلهمه القران.
ومن تلك الأحاديث أيضاً حديث ضعيف أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة، لم تقبل له صلاة تلك الليلة
,وهوحديث ضعيف لا يمكن اعتماده في الحكم على حرمة الشعر وقرضه بعد صلاة العشاء، لكن بعد شراح الحديث قالوا المقصود هنا السمر بالشعر الذي يتضمن لغواً وهجاءً وتغزلاً بالنساء والغلمان ووصفاً للخمر ، وقيل أن عمر رضي الله عنه كان يضرب الناس في الحديث بعد العشاء ويقول اسمراً أول الليل ونوماً آخره ، وذلك لما فيه من مخالفة لحكمة الله الذي جعل النهار معاشا والليل لباسا.
والحديث الثالث قوله صلى الله عليه وسلم “لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا ” وهو حديث صحيح- أخرجه البخاري وقيل أن الحديث نهى عن امتلاء القلب بالشعر حتى يشغل المرء عن العبادة وذكر الله ، وقيل أن المراد به شعر الهجاء لأن الحديث ورد في رواية أخرى “”لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا يهجو به الناس ، وقيل أن الحديث ورد في مناسبة خاصة عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته يسيرون في العرج واعترضهم شاعر فقال الرسود صلى اللله عليه وسلم “خذوا الشيطان ” أو امسكوا الشيطان ، ثم تلى الحديث لذلك لا يستبعد أن يكون أن الشاعر قال كلاماً باطلاً قبل أن يطلب الرسول صلى الله عليه وسلم من صحابته القبض عليه ويستهجن الشعر الذي نطق به

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى