آداب

د. أسامة محمد جمعة داؤد يكتب ..جماعة المهجر (الرابطة القلمية والعصبة الأندلسية)(4)

مراديس نيوز

الرابطة القلمية : هي نخبة من أدباء المهجر الشمالي ، اجتمعوا في امريكيا الشمالية وتوحدت رؤاهم وأهدافهم وسعوا إلى رفع مستوى الأدب ، وكان ميلاد الرابطة في عام 1920م في نيوريورك ، حينما اجتمع نفر منهم في حفل بمنزل عبدالمسيح جواد ، ودار الحديث بينهم عن الأدب فأقترح أحدهم تأسيس رابطة تضم قواهم وتوحد مسعاهم ،لكن التأسيس الحقيقي للرابطة كان بمنزل جبران خليل جبران الذي دعا كل شعراء المهجر الشمالي للحضور إلى منزله ومناقشة السبل التي يمكن بواستطها تحقيق أدب عربي يتماشى مع متطلبات العصر. ومن أبرز مؤسسي الرابطة القلمية إيليا أبوماضي ، وجبران خليل جبران ، ونسيب عريضة ، والياس عطا الله ، واستمر نشاط الرابطة لمدة عشرة سنوات ، وكان من أبرز أهدافها : بث التجديد في الأدب العربي ، ومحاربة التقليد ، وتعميق صلة الأدب بالحياة ،وقد استطاعت الرابطة أن تحقق الكثير من أهدافها وذلك للتآلف والتشابه في الميول والإهتمامات بين أعضائها ، والمناخ الحر الذي كانوا يعملون فيه ، بالاضافة إلى بعض المجلات التي اسهمت في نشر الابداع الشعر لأعضاء الرابطة مثل مجلة الفنون التي يمتلكها نسيب عريضة ، ومجلة السائح التي يمتلكها عبد المسيح جواد،
وقد شكك البعض في نوايا أعضاء الرابطة القلمية وقالوا أنها تهدف إلى تدمير اللغة العربية وتحريف العقيدة الإسلامية ، وأن معظم أعضائها لهم علاقة بالحركة الماسونية ، والمصدر الرئيسي لثقافتهم هو المسيحية والثقافة الغربية.
أما العصبة الأندلسية فقد أسسها أدباء المهجر الجنوبي في سان باولو في البرازيل عام 1933م ، وسبب تسميتها بالعصبة الأندلسية يعود إلى الجو الأسباني الذي ظل يطبع الحياة العامة في امريكا الجنوبية مما أعاد إليهم ذكريات أمجاد العرب في الأندلس.
وقد تم تأسيس العصبة الأندلسية في اجتماع حضره مجموعة من الأدباء في منزل ميشيل المعلوف وأبرز الحاضرين : شكرالله الجر ، ونظير زيتون ، وحبيب مسعود ، واسكندر كرباج وداؤد شكور. وقد أسهمت مجلتان في نشر أعمال اعضاء العصبه وهما مجلة الأندلس الجديدة : ويمتلكها شكرالله الجر ، ومجلة العصبة الأندلسية ورئيس تحريرها حبيب مسعود. ومن أهم أسباب إنشاء العصبة : بث روح التآخي والتآزر بين ألادباء ، ورعاية أعمال أعضاء الرابطة ونشرها ، وإقامة جسر بين أدب المهجر والأدب العربي في المشرق.
ويعتبر أدب العصبة الأندلسية تقليدياً إذا قورن بأدب الرابطة القلمية وذلك لعدة أسباب أهمها : تواضع البيئة الثقافية التي عاش فيها أدباء المهجر الجنوبي ، وعدم وجود شخصية مشهورة بينهم مثل جبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي ، وتباين ثقافة أعضاء العصبة واهتماماتهم ، وتبني العصبة سياسة مرنة في نشر الأعمال الأدبية.
نواصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى