لقد عرّف الأديب سيد قطب الأدب الإسلامي بأنه الأدب الناشئ عن امتلاء النفس بالمشاعر الإسلامية ، بينما عرفه محمد قطب بأنه التعبير الفني الهادف عن الانسان والكون والحياة وفق التصور الإسلامي .
وقد اتقف الباحثان في وجوب توافر صفة (الأدبية) ثم توافر صفة الإسلامية ليطلق على الانتاج الفني (أدب إسلامي)
وأهم الشروط التي يجب توافرها في الآدب توافر التجربة الشعورية والتعبير الموحي ، لأنّ الأدب هو التعبير الجميل عن الشعور الصادق أو التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية ، وأهم شروط التجربة الشعورية أن تنضج في نفس صاحبها وتتضح معالمها ، وأن يتعاون الفكر والخيال في صياغتها ، وأن تتمتع بالمصداقية ويعبر عنها تعبيراً جميلاً موحياً.
واختلف الباحثان في صفة الإسلامية ،وهنا يري سيد قطب ضرورة توافر صفة الإسلامية في الأديب والأدب ويسمي الأدب الاسلامي الذي يصدر من غير المسلمين بالأدب الموافق للاسلام ، ويرى محمد قطب أن الأدب الاسلامي قد يصدر من المسلم وغير المسلم لأن التصور الفني للكون والانسان والحياة مفتوح للبشرية كلها ، وقد يلامس غير المسلم بفطرته التصور الإسلامي.
يقول محمد قطب : حينما يتحدث الأديب عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويصور النبي ويصفه بأنه بطل من أبطال البشرية ، وأنه جماع الخير ، وممثل الفضائل فحتى هنا لا يكون أديباً إسلامياً ، لانه يتحدث بروح التقدير والإعجاب بوصفه للنبوة بأنها بطولة بشرية منقطعة عن حقيقة الألوهية ولكن عندما يصف النبوة بأنها إشراقة كونية أشعلت الحياة ، وأنها الصورة المثلى لخلافة الله في الأرض هنا يصبح فنه اسلامياً لأنه التقى مع تصور الإسلام للنبوة.
ومن نماذج الأدب التي يتوافر فيها التصور الإسلامي قول الشافعي أو سكينة بنت الحسين:
سَهِرَت أَعيِنٌ وَنامَت عُيونُ في أُمورٍ تَكونُ أَو لا تَكونُ
إِنَّ رَبّاً كَفاكَ بِالأَمسِ ماكانَ سَيَكفيكَ في غَدٍ ما يَكونُ
وقول الشريف الرضي:
فلربـمـا اتسع المضيق ،،، وربـمـا ضـاق الـفـضا
ولـرب أمــر مـسـخـط ،،، لك في عواقبه رضى
الله يفـعـل مـا يـشاء ،،، فـلا تـكـن مـتـعـرضا
ويلتقي النموذجان مع التصور الإسلامي للقدر، فالاسلام ينهى عن التوجس والخوف من القدر المجهول وينهى عن القلق المدمر للأعصاب، لأن التوجس لن ينجي أو يخفف من وقع القدر ، ويدعو الانسان عندما تدركه الأزمات إلى الرجوع إلى الله ، واستصحاب وتذكر الأحداث الكثيرة الماضية التي مرت وكيف انجاه الله تعالى منها .