د. أسامة محمد جمعة داؤد …علاقة الأدب المقارن بالآداب الأخرى
للأدب المقارن علاقة وطيدة بالآداب الأخرى كالأدب القومي ، والأدب العام ، والأدب العالمي تتراوح بين ما يقدمه لتلك الآداب من فوائد ، أو أهميته لوجودها وتطورها أو المناطق البحثية التي يلتقي فيها بتلك الآداب.
وعندما نتحدث عن الأدب القومي فنحن نعني دراسة الأدب داخل نطاق قومي معين ، والفارق بينه وبين الأدب المقارن تكمن في تناوله للأدب داخل الجدران أو لمسائل لا تتجاوز النطاق القومي بينما الأدب المقارن يتناول مسائل يتداخل فيها أدبان أو أدب مع مناطق أخرى من المعرفة والاعتقاد.
ويقدم الأدب المقارن فوائد عظيمة للأدب القومي تتمثل في تمكينه للأديب من معرفة الأصالة في أدبه القومي ، وتوسيع الدائرة التي يدور في فلكها الأدب القومي ، كما يمكّن الأديب من النظر إلى أدبه القومي نظرة محايدة دون انحياز أو تعصب ، ويسهم في إخراج الآداب القومية من عزلتها لتتعاون مع الآداب العالمية.
أما الأدب العام فيقصد به الدراسات التي تعنى بالآداب في عدة أقطار تشكل وحدة عضوية مثل: الأدب الأروبي ،والأدب الأمريكي ، والأدب الأفريقي ، أو أدب شمال إفريقيا، أو الأدب اللاتيني.ويلتقى مع الأدب المقارن في البحث عن الظواهر المتشابهة بين الآداب في فترة زمنية محددة.
كما يستخدم مصطلح الأدب العام لوسم المنشورات المعنية بالآداب الأجنبية من خلال الترجمة ، كما يطلق المصطلح للكتب الأدبية التي تتضمن معلومات متنوعة مثل كتاب الأغاني ، والحيوان ، والكامل في اللغة والأدب ، وقد يطلق المصطلح على الموضوعات الأدبية التي يصعب تصنيفها كنظرية الأنواع الأدبية والمذاهب الأدبية .
أما الأدب العالمي فهو الدراسات التي تعنى بالأدباء العالميين الذين فاقت شهرتهم حدود بلادهم مثل : الألماني جوتة ، والانجليزي شكسبير ، والفرنسي هيجو ، والروسي تولستوي ، والبنغالي طاغور ، والأمريكي آرنست همنجواي ، والايراني عمر الخيام ، والباكستاني محمد إقبال ، والايطالي دانتي ، واليوناني هومر ، والمصري على أحمد باكثير.
وعرف الأدب العالمي بأنه الأدب الذي نال اجماعاً على عظمته بفضل اختبار الزمن مثل الكوميديا الإلهية لدانتي ، والإلياذة والأوديسة لهومر ، وبانت سعاد لكعب بن زهير.
والأدب العالمي لا يخص أحد الشعوب بل يعني شيئاً لجميع الشعوب ، والفارق بينه والأدب المقارن يكمن في دراسته للآداب التي تعرضت لاختبار الزمن والآداب التي اتسمت بالنجاح بينما الأدب المقارن يدرس الآداب بغض النظر عن حداثتها وقدمها ودراسته للآداب غير مقيدة بالجودة والقوة .
والأدب المقارن يقدم فائدة كبيرة للأدب العالمي عندما يدرس كتاباً من الدرجة الثانية فيقدمهم إلى العالمية.