مقالات

د. أسامة محمد جمعة داؤد يكتب : لم تثبت رؤية مرتبات شهر يناير

مراديس نيوز

لقد عجزت كل مجامع العاملين في تحريها لرؤية مرتبات شهر يناير ، بعد أن تجاوز شهر فبراير نصفه ونحن على بعد أحد عشر يوماً من شهر مارس ، وربما نكمل شهر يناير ستون يوماً في ظل حكومة فاشلة ووزارة سادية لا يهمها مآسي العاملين في المؤسسات الحكومية ومعاناتهم في طلب العيش الكريم.
لقد أطل علينا وكيل وزارة المالية قبل ثمانية أيام وأكدّ أن مرتبات العاملين في المؤسسات الاتحادية كلها بعثت إلى وحداتهم ولم يقل شيئاً ملموساً عن مرتبات الولايات غير أنه فتح لها حسابات في المصارف ، والذي نفسي بيده ..حتى كتابة هذا المقال لم نر شيئاً غير الخواء في حساباتنا ونحن من ضمن المؤسسات الاتحادية ، لم يكن الوكيل صادقاً في قوله وآبهاً لما يقول ، وربما خرج إلينا مغلوباً على أمره ومدفوعاً من آخرين للتصدي للجنرال حميدتي الذي كان صادقاً عندما أعلن عن إفلاس حكومة الانقلاب وعجزها عن الوفاء بمرتبات العاملين.
لقد بلغ تذمر العاملين حده ، وبدى الاستياء في حركاتهم وسكناتهم ، ووطنت كراهية حكومة الانقلاب في قلوبهم ، وتفشى الضيم في نواصيهم واستولى الخوف على حياتهم من الأكاذيب ، بعد أن أدركوا بعد فوات الأوان أن المسؤولين يصنعون الكذب لإخفاء الحقائق التي كشفها الصادقون البسطاء .
إن السماء لا تمطر ذهباً أيها الوكيل لماذا لم تعدوا العدة لهذا اليوم ، واين أموال الذهب والصادرات الزراعية واللحوم والضرائب الباهظة والجمارك ورسوم الخدمات العالية التي دفعها المواطن ، ولماذا تتعاملون بسادية بغيضة مع العاملين الضعفاء وتبسطون المال للكبار الذين يتجولون بين اسرائيل والامارات والسعودية وتشاد ومصر وجوبا وبوكينا فاسو ،هل تعلم أن أحد هؤلاء العاملين في مؤسستي لم يتناول افطاره إلا بعد الساعة الرابعة بعد أدركته زميلته العاملة برقائق كانت في شنطتها قدمت بها من المنزل ومثل هؤلاء كثر .
السيد الوكيل إن كنتم تنتظرون التجار الذين رفعتم لهم الضرائب ورسوم التراخيص والخدمات الأخري للايفاء بما عليهم حتى يتوافر لكم القدر الكافي من الأموال للوفاء بالتزاماتكم نحونا ، فإن هؤلاء التجار ينتظروننا حتى نفي لهم بما علينا من ديون حتى يدفعون لكم استحقاقاتكم عليهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى