بالرغم من إتفاق الأطراف الموقعة على الإطاري مع حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان والإتحادي الأصل على الإعلان السياسي إلا أن قيادات الكتلة ما زالت (تورجغ) وتؤكد بأنها تمثل الكتلة الديمقراطية برمتها.
وفي السياق ذاته بدأ الحديث عن إمكانية موافقة (قحت) المركزي على تمثيل الثلاثي للكتلة الديمقراطية على أن يوقعوا على الإتفاق دون أن يصطحبوا معهم بقية منظومات تحالفهم المكون من مؤيدي الإنقلاب والفلول.
وإذا كان هذا هو المخرج فهذا يعني إنتصار الإنقلابيين إنتصاراً ماحقاً على القوى المدنية لأن الثلاثي عندما يجلسون في أي تفاوض لا يمثلون ثلاثتهم وإنما القوى التي دفعت بهم وبالتالي يساومون بها ويرسخون لمبدأ المحاصصة ولا يستطيع أحد أن يوقف مدهم وهذا يفسر إصرار المكون العسكري على إغراق العملية السياسية بالإنقلابيين والفلول.
قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ظلت تراهن على أنها وافقت على هذا الإتفاق لأنه ينهي الحالة الإنقلابية ويؤسس للدولة المدنية الديمقراطية ولكن إذا سارت الأمور على هذا النحو لن تنهي أي حالة انقلابية وإنما يتم شرعنتها وفق هذا الاتفاق السياسي وربما يعود جبريل وزيراً للمالية ويبقى مناوي حاكماً لإقليم دارفور.
بعد كل هذا (العك) والجهد المبذول هل تتحول قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي إلى مجرد قوى تضاف إلى القوى الإنقلابية تبصم بالعشرة على قراراتها ما دام أنه ليس لديها الغلبة وسط هذا المحيط الهادر من الإنقلابيين والفلول الذي يحيط بها من كل جانب؟
والمدهش بعد كل هذا تصدر (قحت) المركزي بياناً تقول فيه إنها ملتزمة بالصمت تجاه ما يدور داخل المفاوضات بينها وقوى الكتلة الديمقراطية في حين أن الأخيرة تواصل سادرة في غيها وتطلق التصريحات لتبرير موقفها، فهذا بالجد مؤسف.. كيف للقوى المدنية أن تستعصم في عصر الشفافية والتنوير بحجب المعلومات عن الرأي وكأنها فرقة إستخبارات أو خلية أمنية تعمل بدرجات السرية (مكتوم – محظور – سري للغاية – سري) في حين أن قوى الإنقلاب تكشف الحقائق حسب رؤيتها لتوهم الرأي العام بتقدمها وترسل رسالة إلى بقية القوى المنضوية تحت تحالفها بأنها متمسكة بها ولن تتراجع عن توسيع المشاركة قيد أنملة.
حقيقة الطريقة التي يتناول بها محمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة السابق والقيادي بالمركزي سير أحداث العملية السياسية بها قدر من الشجاعة والصدق ولذلك كثير من المواقف التي إتخذها تحالفه وجدت صدى إيجابياً من الرأي العام لأنه لم (يتلولو) بل يقول (الكلام) مباشرة ويتحمل تبعاته.
عموماً السرية التي إتبعتها (قحت) المركزي رفعت عقيرة المظان ووجدت مكان لحديث مبارك الفاضل في ورشة القاهرة (بأن الخيول الأصيلة بتجي في اللفة) ، وبالفعل إذا وافقت (قحت) على إشتراطات الكتلة الديمقراطية فهي ستصبح قوى مضافة للإنقلاب والذي يكون حقق إنتصار ماحقاً ، لا تهاون ولا تراخي وإن فشلت العملية السياسية فأجر المحاولة مكتوب والعودة لجبهة المقاومة واجبة وقبل أن يقول ود الفكي (هبوا) يجب أن تلدغ (قحت) مرتين ..طبعاً للذين فرحوا من العنوان مستحيل (تاني) ينتصر إنقلاب في السودان.
الجريدة