حتى كتابة هذا السطور يسود إحباط عام على الشارع السوداني والسبب الرئيسي تأخر راتب شهر يناير للعام ٢٠٢٣م، مما انعكس على أوجة الحياة اليومية وبدت أثاره على حركة المركبات العامة والخاصة والمحال التجارية والكافتريات والمطاعم الشعبية ومحدودى الدخل اليومي، كل هذا الإشارات مصدرها عدم صرف العاملين في الدولة لمرتباتهم؛
سادت غيمة الإحباط وظهرت علامة التزمر وكل ذي راتب يحلل على حسب ضايقته الاقتصادية وكل بزوغ شمس يوم جديد يتهيأ العامل بأنه سوف يصرف راتبه وهو ذاهب إلى عملة بعد احتساء شاي الصباح يخطط ويرسم أولويات سداد الدين ولكن بعد الساعة الثالثة ظهرا يعود بنفس داء الإحباط ويهيأ نفسه مرة أخرى فى اليوم التالي هذه بمثابة (الحرث في جوف النيل)، كل هذه السمات كان لها القدح في في توقف عربة الامل….. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا في هذا التوقيت بالذات تأخر صرف المرتب وفي الخوض في اس المشكلة تأتي الاجابه النموذجية بأن الترياق الذي تجرعناه قد قام بتخدير كامل لمركز التفكير السليم أو الايجابي ان جاز التعبير الذي بدوره صرفنا عن القرارات المصيرية التي سوف تعمل على خلل في الشاكلة السياسية وقلب الموازين مائه وثمانون درجة ونحن نلهس في فتات الجنيهات لكى نستبدل الدين بالدين حيث ننال منها أجر المناولة ليس الا.
السياسة الحديثة المستخدمة في السودان هي سياسة (التعطيش) أو سياسة ( جوع كلبك يتبعك) وقد تنجح سوف تنزل الرواتب في حساب العاملين وسرعان ما ترجع إلى الوزارة بسرعة البرق وتمر من خلالها الأجندة الداخلية المتمثلة في موجة الزيادة في فاتورة الكهرباء والمياه والمحروقات وغاز الطبخ وزيادة وزيادة
هذا على الصعيد المعاش اليومي أما السياسي فيتمثل في عدم متابعة مجريات نقاط الاتفاق والاختلاف و الائتلاف في بنود الاتفاق الإطارئي ؛ أما الصعيد الخارجي التطبيع الإسرائيلي السوداني الذي سوف يكون خصما على السودان لانه سوف يغير التضاريس السياسة في القارة السمراء فالاستفادة القصوى لإسرائيل لانها وجدت بوابة الدخول…، هذا ليس الآن ولكن في القريب العاجل ما يهمنا اين تم توجيه الصرف وماهي الجهه التي أوكل لها العبث بأموال هذا الشعب الذي مورست فيه كل فنون المعاناه اليوميه بدون ذرة رحمة وحتى القائمين على معاش الناس يسوقون ضبابية المشهد فحري بنا أن ننهض من هذا التردي وأن تعلوا الحناجر وان نرسل رسائلنا حتى نصبوا إلى غاياتنا المنشودة.