♦️فسيفساء بادية الحوازمة المتناثرة هنا وهناك يعجز المهتم وحتي المُعجب بتفاصيلها أن يجمع أشتاتها تلك ( بحفنة ) واحده ما لشئ يقف حائلاً بينه وتلك الأشتات سوي حيويتها وحركة نظمها السوية و البهيه التي نشأت عليها طبيعياً دون تدخل أو تأثير من الإنسان..
وبين غور تلك الفيافي ( البدويه ) مصفوفة حياة فريده ومتنوعه لا ينعم ويتذوق كنهها الإ من ترعرع وجال بين بواديها تارةً هنا ويوم غدًا هناك ،، فصفير الصافر لصاحبه المتجول بين تلك الأدغال والأوديه يعني لغة معينه لمن حوله المتناغمون معه بيئياً و قد تعارفوا معاً عليها قبلاً بحكم طبيعة تلك البادية فهي قد تعني حيناً ( ترهيباً ) وحيناً آخر ( ترغيباً ) كما هو حادث وماثل لأهل الباديه ،، فمثلاً عندما يصدر الدجاج ( الأليف ) صوتاً و ما يُعرف لغةً عربيةً ( بالزُّقاء ) و بصوت جماعي و( حاد ) بين خلجات ( الفريق ) أو فضاء ( القرية ) معني ذلك أن هناك خطر داهم قد حل علي هذا الدجاج فيقوم أحد البدويون متأبطاً فأساً أو عصا ويهرع صوب مكان لحظة ماج وصاح الدجاج،، ونظر ذلك البدوي مُنصب ومُركز مع نظر أكثر السرب صياحاً وبقليل من التركيز يقع نظره علي ( حبل تراب ) أ ي [ ثعبان ] يريد أن ينقض علي ( دُنقر ) بيض الدجاج أوعلي فراخهُ ( السواسيو ) ليأكلها فيهوي عليه البدوي ضرباً بفأسه أو بأداته تلك وبقوه وهو يردد تار تار أبوبكر الصديق تار تار ( ثأر ) أبوبكر الصديق رضي الله عنه إي قد( تسدينا ) أو أخذنا ثأرنا ( تواً ) وهو مكنون في صدورنا من يوم أن لدغت يا ثعبان حبيب رسول الله صل الله عليه وسلم سيدنا أبوبكر الصديق وهما في الغار في رحلتهم تلك مهاجرين إلي المدينه المنوره..
قلَّماً ما تجد ( بدوياً ) وهو يقتل ثعبان لا يردد ذلك القول تار تار أبوبكر الصديق سبحان الله..
أو ترغيباً و ذلك في حال سماع ( البدوي ) لصوت نوع معين من الصراصير الطائره و الصرصور في حالة تنم عن توتر وقلق أيضاً متنقلاً بين أشجار الصّباغ و الليون و الأبنوس والعردْ أو شحرة أم سيسايه وهي ضروب من أشجار الساڤنا و يصدر صوته بحِده متناهية ( الصرصور ) و لا يستطيع المار بجانبه تحمل أذنيه لسماع ذلك الطنين وفي عز هجير صيف شهور مايو ويونيو فالصوت الحاد لذلك الصرصور في تلك الشهور وبهذه الحِده يعني ما يعني لبداوة ( بادية الحوازمة ) أن تباشير الخريف قد لاحت ،، فهذه بشاره ( ترغيبيه ) غايه في السرور والغبطة لهم لأن بنات جلحه وغرونق قد سئمن الصيف الطويل ( الماحل ) والصبيه قد تاقوا للبن ( المصاليب ) وبذي هذه تباشير الرشاش وفصل الخريف قد أزفت وحلت..
ومن الأصوات التي ينفر ويقلق لها هؤلاء ( البدويون ) عندما بسمعون ويرون قطيع أبقارهم وهي ( تجؤر ) وتموج في إضطراب ( هستيري ) فمعني ذلك أنها قد لمحت أو رأت حيوان مفترس أو قد وجدت أثر لدم وبقايا حيوان نافق منذ أيام وليالي قُتِل بواسطة وحش من الحوش الضاريه كالمرفعين ( الذئب ) أوالأسد أو( السِمع ) وهو ضرب من الكلاب الوحشية المفترسه فيقوم قطيع الأبقار( بالجأر ) علي بقايا هذا الحيوان المقتول أو النافق وذلك بإصدار أصوات عنيفه مع جلبه وعراك قوي فيما بينها لدرجة النطح والركض خلف بعضها البعض فيقول لك البدوي الحازمي :
البقر مالهن (بدقن في أم جاعوره ) وبجعرن زيده😳😳
و( أم جاعوره ) من ( جأر ) يجؤُر وهي حركات عنيفه بين قطيع الأبقار تصحبها إصدار أصوات بطريقه أشبه بنياح وبُكاء البشر علي موتاهم..
و يتجمع القطيع علي( رمم او رمة ) الحيوان النافق أو المقتول ويبدأ في الجأر مع زفير موحش والرأس متدلي نحو الأرض وجلبه عنيفه لدرجة يتطاير من فمها زبد إستنكاراً و تعبيراً لما وقع علي بتي حلدتها من قتل و موت..
فصدي ( أم جاعورة ) لقطيع الأبقار يذهب وينسرب بعيداً بعيداً بين الأوديه والغابات وسفوح الجبال فيثير قلق ( البادي ) حيث يعتبرهُ نذير لشر قد وقع أو أتٍ بحسبان أن وحشاً هاجم أو قد هجم بالفعل علي قطيع أبقاره وقتل حالاً أو من أيام مضت عدد من الضأن أو البقر وما أثار قطيع الأبقار الآن ( فجأرت ) هو العثور علي بقايا ( رمه ) مجهولة او رِمم نافقه فصدر منها ( صدي أم جاعوره ) كرد فعل لشمها بقايا الرمم والدم المسفوح للنوافق من بني جلدتها فهي تجؤر أو ( تجعر ) بتعبيراً هستيري رفضاً لذلك الموت البشع الذي حدث لبعضٍ منها أوبعض قد فارقته بفعل تلك الوحوش..
🍀🍀ودمتم🍀🍀
الكاتب: المأمون قيدوم