مقالات

د/ أسامة محمد جمعة داؤد : كلية القرآن الكريم عام من الإبداع والتميز

مراديس نيوز

 

لقد انقضى عام 2022م ، الذي رسمت فيه كلية القرآن الكريم بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية أسمي (علامات) الإبداع والتميز بعد أن فاز منسوبوها بثلاث جوائز عالمية في عام واحد…في إنجاز لم تحققه الجامعة منذ نشأتها ، وضع الكلية في مقدمة الكليات السودانية في نيل الجوائز العلمية للعام المنصرم.

لقد تحقق هذا الإنجاز بجهد تراكمي أسهمت فيه كل الإدارات السابقة ، وأتى أكله في عام نحن أكثر حاجه إليه ، لكن الشكر والتقدير يجب أن يزجى لمعلمي القرآن الذين قدموا لنا ثلة من الآخرين تسابقت إليهم وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

كلية القرآن هي اللبنة الأولى لهذه الجامعة ، وهي أساسها ، ولا تصلح جامعة القرآن إلا بصلاحها لذلك نرجو ممن يتولى أمر هذه الجامعة العريقة أن يهتم بهذه الكلية في مظهرها وجوهرها ، وأن يلبي حاجاتها من العاملين وهيئة التدريس.

لقد نظرت إلى كلية القرآن بين رصيفاتها في الجامعة نفسها فوجدتها مظلومة في مسكنها وكسوتها وزينتها ونظرت إلى رصيفاتها في الخارج أمثال الكلية العليا للقرآن في اليمن ، وكلية القرآن في الجامعة القاسمية في الإمارات ، وكلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها بالأزهر ، وكلية القرآن الكريم والقراءات بجامعة الإمام الشافعي في الصومال ، وكلية القرآن الكريم في جامعة جدة ، فوجدتهن جميعا أجمل  منها مظهراً وبناءً وكساءً وزينةً واهتماماً بالرغم من إنهن أحدث منها سناً.

يجب أن لا تتوارى الأفكار العملاقة التي بدأها البروف أحمد سعيد ولم تسعفه الثورة لإنجازها ، فقد نظر إلى المؤسسات الثقافية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية ولم يجد كفاءات مؤثرة من خريجي القرآن في تلك المؤسسات ، فقرر أن يعالج هذا الأمر باقتراح مشروع يجعل من جامعة القرآن وكلية القرآن في قمة الهرم الإداري لخلاوى القرآن في السودان ، تتولى إجازتها وإدارتها وتتابع وتقوّم العملية التعليمية فيها.

وقد كنا جزءاً من تلك اللجنة التي طافت على الخلاوى في الخرطوم والولايات ،وأعددنا منهجاً مصاحباً يتم تدريسه لطالب القرآن أثناء دراسته وقبل التحاقه بمدارس تاج الحافظين ، وكانت المرحلة الثانية من المشروع تستهدف معلمي القرآن في الخلاوي والمؤسسات القرآنية وائمة المساجد بتأسيس دبلومات تربوية في الجامعة لرفع مستواهم وتمكينهم بالمعارف والمهارات اللازمة للعملية التعليمية ،لمعالجة الاختلالات التربوية التي كانت تحدث في الخلاوي.

إذا استطاعت الإدارات اللاحقة أن تكمل هذا المشروع الطموح وتهتم بأهل القرآن معلمين وأساتذه وعمال ، وتستنفر الخيّريين لتشييد إدارات ومقارئ تلقيق بكلية القرآن ، سوف ترتقي كلية القرآن وتحافظ على تفوقها الأكاديمي ، وأسبقيتها  على رصيفاتها في افريقيا وسوف يسهم خريجوها في مؤسسات المجتمع ونشر الوعي الديني والثقافي ، وتقديم الفتاوي و الوعظ  والاستشارات وتحمل المسؤليات الجسام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى