مقالات

د.أسامة محمد جمعة داؤد: التقدميون إلى الخلف

 

عاد التقدميون إلى الخلف والملالي إلى أفاعيلهم التي هزت العالم هزا ورجته رجا، وقلبته رأساً على عقب في العام 1996م وما بعدها ، ولا تزال الذاكرة تحتفظ بممارساتهم الوحشية ، وانحرافاتهم العقدية التي حملتهم إلى تقزيم دور المرأة ، وإضطهادها ، ومحاولة إقصاءها من الوجود.

ولا تزال مشاهد المرأة الأفغانية التي قطعوا أذنيها وأنفها لأنها هربت من بيت زوجها ماثلة للعيان ، ولن ينسي أحداً تلك المرأة التي قتلت رمياً بالرصاص أمام حشد من الناس بتهمه تعاطي الزنا، ولن تغفر لهم تلك المرأة التي قطعوا أصبعها لأنها وضعت عليه طلاء الأظافر، ولن تستطيع طالبان أن تمحو صورة المعلمة التي ألقيت من السلم حتي انكسرت رجلها لأنها كانت تعلم الفتيات في الخفاء، وما الجرم الذي فعله الخياط الذي خاط ملابس النساء ليعاقب بالإعدام؟، وماذنب سائق التاكسي الذي ضرب ضرباً مبرحاً لأن النساء اللائي استأجرنه لم يلتزمن باللباس الشرعي؟..

عاد التقدميون إلى الخلف لاستنهاض ماضيهم الوحشي تجاه المرأة ،…عادوا أكثر انتقاماً من النساء وأكثر حذراً منهمن وأكثر خوفاً من انتشار الوعي بينهن.

وبدأ التقدميون إلى الخلف حملتهم الشرسة بتجهيل النساء وحرمانهن من مصادر الرزق، فقرروا منعهن من التعليم المتوسط والثانوي ، ثم حظرهن من التعليم الجامعي ، ثم منعهن من العمل في المنظمات المحلية والأجنبية وإلغاء وزارة شؤون المرأة التي ترعاهن وتتطالب بحقوقهن.

ووزير التعليم العالي الأفغاني الطالباني المتقدم إلى الخلف يبرر منعه للطالبات من التعليم العالي بأنهن يأتين إلى الجامعة متزينات كما تتزين المرأة لزوجها ، ولم يلتزمن بالحجاب ويتنقلن من المنزل إلى الجامعة بدون محرم ، ويتفاعلن مع الرجال في الحرم الجامعي كما يتفاعل الحديد مع الأوكسجين ، وأن إغلاق الجامعات أمام النساء هدفه صون مبادئ الإسلام ومنع الإختلاط ، في ححج واهية يمكن معالجتها إذا وضعت على طاولة النقاش.

وتم تفعيل الضوابط القديمة التي تم بموجبها إجبار النساء الأفغانيات على البقاء في بيوتهن بحجة الحفاظ على كرامتهنّ ، وإغلاق نوافذ المباني الأرضية حتى يكتمل سترهن ، ومنعنهم من الظهور على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ، ومن تناول الطعام والشراب في المطاعم والمقاهي ، وحرمانهن من الجلوس مع عوائلهن في الحدائق والمتنزهات.

هذه هي طالبان المتقدمة إلى الخلف التي كنا نعتقد أنها سوف تسفيد أخطاء الماضي لتبني الحاضر وتخطط للمستقبل ، لكنها فشلت مرة أخرى وعادت تتحدى العالم وتفقد أصدقاءها واحداً تلو الأخر ، وتستعدي النساء باسم الدين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى