د.أسامة محمد جمعة داؤد: النواصي الكاذبة
د/ أسامة محمد جمعة داؤد : النواصي الكاذبة
• لم ينكر الإسلاميون في السودان صفة الكذب التي لازمتهم والتصقت على ناصيتهم (التصاق القرُاد بالبعير) ، لكنهم ينكرون اللصوصية والإرهاب، وإراقة الدماء ، فكل التقارير التي كانت ترفع للبشير كاذبة ومضلله ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، حتى وصلت بهم الأكاذيب إلى هذه المآلات ، وقد ظل الأخ مختار الذي عمل معهم عشرين عاماً يؤكد لنا أن الكيزان والكذب صنوان ، ومختار الذي تم تجنيده واستيعابه واستقطابه في الحركة، وحفظ ما لم يحفظه الأخ نافع على نافع وعلى عثمان محمد طه من رسائل البعث الحضاري ، ومؤلفات الترابي ، وحسن البنا وسيد قطب ، وحملته نفسه الأبية إلى الأحراش وقد كان حريصاً على ورده اليومي والتزامه الفردي الذي حددته الحركة،..لم يتم اختياره للمهام الخاصة، لم يترق إدارياً في دهاليز السلطة التنفيذية لأنه لم يحسن الكذب ولم يتقنه ولم يعرف أفانينه مثل صديقه أبي شيبة الذي كان يبتسم عندما يُمتدح بإحسان (الفتل).
• والعشرة الكرام الذين خدعوا شيخهم الترابي وأخذوه على حين غرة في ذلك الاجتماع العاصف واجبروه أن يعرض مذكرتهم التي قلصت صلاحيته ، لصالح البشير للتصويت الذي لم يكسبه، كانوا من قيادات الكيزان ، وقد كان على رأسهم الاخ الدكتور نافع ، والبروف أحمد على الامام، وسيد الخطيب، والبروف ابراهيم أحمد عمر، أما الأخ على عثمان بالرقم من عدم ورود اسمه ضمن العشرة لكن بعضهم قال “هذه من أساليب على عثمان المكشوفة وتسويقاته الكاذبة للتغطية على رؤيته الحقيقة”، وقد ندموا على ما فعلوه بشيخهم بعد أن زجوه في السجن ولم يقرأوا له المعوزة الكبرى ولم يدروا له بعض الدرور.
• ولولا أن السيدة عائشة المعروفة ب (الأخية) كانت أميه لا تعرف القراءة والكتابة ،وأعرف أصلها وفصلها لظننت أنها تنتمي للأخوان المسلمين، وغواصة لهم في منتصف السوق ، فالأخية التي نحدث عنها تقول أن البشير قد تناول آخر افطار له قبل ذهابه إلى القصر من صنع يدها، عندما كان ضيفاً على الشهيد الكلس قبل يوم واحد من الانقلاب ، وقد ظلت الأخية التي لاتزال تعمل في ذلك المكان نفسه تفتخر لزبائنها بأنها أفطرت العميد عمرالبشير فحمله افطارها إلى القصر رئيساً.
• أما الرئيس البشير الذي يزعم أنه مفجر ثورة الإنقاد، وأن الحركة الاسلامية لا دور لها في التخطيط والتنفيذ ولكنها لبست الجلباب بعد خياطته ، فقد يكون صادقاً وقد يكون كاذباً في ظل عدم مصداقية عناصر الحركة الإسلامية ، الذين ظلوا ينسبون كل الانجازات لهم ، والرجل الوحيد الذي يستطيع الفتوى في تفجير البشير للثورة هو الشيخ بشارة رحمه الله ، فقد كنت اعتقد في العام 2007م أن الرئيس البشير يكذب يتحرى الكذب عندما صرح أما أبناء المسيرية الذين اغلقوا ميناء أبي جابرة واعتصموا في ساحته ،أنه (مسيري فليتي من السلامات) ، ففضوا اعتصامهم وغادروا المكان، وقد كان هذا الخبر مانشيت كبير في جريدة أخبار اليوم ، لكن الشيخ بشارة الذي كان شاهداً على الحكاية قال لي: أن البشير كان صادق فيما يقول ، وأن قبيلة السلامات التي يزعم أنه ينتمي إليها هاجرت إلى مناطق المسيرية في جنوب وغرب كردفان منذ المهدية وتحالفت مع المسيرية حتي أصبحت جزءاً منها ، وقد قتل البشير فتاة منهم بالخطأ عندما عاد منتصراً من إحدى معاركة مع المتمردين بينما كان يلوح بسلاحه لرجال ونساء القبيلة الذين خرجوا لإستقباله بالتهليل والتكبير، وقد اجتمع أعيان القبيلة ساعئذ (وعفو عنه) ، وقال لهم: (اعتبروني من هذا اليوم سلامي) .
• فإن كذب البشير اليوم فإنه يريد ان يفدي النواصي الكاذبة التي ضللته ، بأفاعيلها وتقاريرها وأفسدت حكمه ونكّدت رعيته ، وقطّعت أواصره ، وخونت شيخه واغضبته، وابتكرت أساليب جديدة في الخداع لم تشهدها الحركة الاسلامية من قبل.