حوارات

حوار مع الدكتور أحمد محمد موسى الفائز في المسابقة الدولية للقرآن الكريم

 

حوار مع الدكتور أحمد محمد موسي الفائز في المسابقة الدولية للقرآن الكريم

نصحته والدته للسير على درب والده الذي حفظ القرآن وأكرمه الله بخط المصحف الشريف ، فترك التعليم النظامي من السنة الخامسة وهاجر إلى خلاوي همشكوريب فحفظ القرآن وأتقنه ، والتحق بجامعة القرآن ، وعمل فيها ، ونال فيها أعلى الدرجات العلمية وشارك في العديد من المسابقات المحلية والدولية، واستطاع ان يحرز المرتبة الأولى في دورة مهارات تحكيم القرآن التي نظمتها جائزة عبد العزيز الدولية ، وعين رئيساً لقسم القرآن والدراسات الإسلامية في كلية التربية ، ورئيساً للجنة اختيار المتسابقين للمشاركة في جوائز القرآن الدولية ، ومن خلال هذا الحوار سوف نتعرف على صاحب هذه السيرة العطرة الدكتور/ أحمد محمد موسى الفائز بالمرتبة الخامسة في المسابقة الدولية للقرآن الكريم.

س/ في البداية نود أن تقدم نفسك للقراء

في البدء أشكر لكم هذه الاستضافة وارجو الله أن ينفع بها القراء والمتابعين. الاسم أحمد محمد موسى من مواليد شمال دارفور ريفي كورما منطقة تيقا ولدت عام 1980م ، بدأت تعليمي في الخلوة على يد الوالد رحمة الله عليه، حيث كان من حفظة القرآن الكريم ، وممن أكرمهم الله بخط المصحف الشريف بأيديهم ، فبدأت معه فحفظت جزءاً من القرآن وتوفاه الله وكان عمري حينئذ ست سنوات ، وبعد ذلك دخلت المدرسة في عام 1989م، واكملت الفصل الدراسي الخامس وبعدها هاجرت إلى خلاوى همشكوريب في شرق السودان خلاوى ، وأكملت حفظ القرآن في حوالي سنة ونصف ثم التحقت بمعهد همشكوريب ، وقد تلقيت هناك مبادئ اللغة العربية والتفسير، والعقيدة والفقه وغيرها من العلوم الشرعية ، قبل أن التحق بجامعة القرآن الكريم.

س/ أهم مؤهلاتك العلمية

بعد النجاح في امتحان الشهادة تم قبولي في كلية القرآن الكريم بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية التي تخرجت فيها عام 2005 ونلت شهادة البكالريوس بدرجة ممتاز مع درجة الشرف ، وتم تعييني مساعداً للتدريس بكلية القرآن ، ثم نلت شهادة الماجستير والدكتوراه من الجامعة نفسها.

س/ المواقع الإدارية التي تبؤأتها في مسيرتك العملية؟

عملت في عدة مواقع أهمها: جامعة القرآن الكريم محاضراً ثم أستاذاً مساعداً ، ومنظمة سلسبيل الخيرية معلماً للقرآن الكريم والدراسات الإسلامية ومشرفاً للبرامج التربوية في المنظمة ، وعملت إماماً وخطيباً في مسجد الشهيد عبدو بالمعمورة، ثم انتقلت إلى مسجد القوات المسلحة إماماً وخطيباً منذ عام 2019م إلى يومنا هذا.

كما عملتُ عضواً بلجنة المسابقة القومية للقرآن الكريم بولايات السودان المختلفة ، وكذلك بلجنة مسابقة القرآن الكريم بالقوات المسلحة، وعضواً باللجنة الفنية لتسجيلات المصاحف في القوات المسلحة ، ورئيس اللجنة الفنية لمراجعة المصحف الشريف ، وعضواً باللجنة التي أشرفت على مراجعة مصحف الخيرات بدولة تركيا، وأخيرا تبوأت رئيس قسم القران الكريم والدراسات الإسلامية بكلية التربية، ورئيس لجنة اختيار المتسابقين في المشاركات الخارجية لحفظ القران الكريم.

س/ كيف بدأت رحلتك مع القرآن الكريم؟ ومن الذين اسهمو في هذه الرحلة؟

كما قلت سالفاً بدأت حفظ القرآن مع الوالد واصلت المسيرة في خلوة همشكوريب، وكانت والدتي أطال الله في عمرها ومتعها بالصحة والعافية ، في مقمة الذين اسهموا في مسيرتي فقد كانت دائما تحثني للمضى على درب والدي وقد سبقني إلى حفظ القرآن شقيقي الذي استقر في الخرطوم ، فأتيت إليه ثم انطلقت الى همشكوريب، وقد كان يعينني بالإرشادات ، ويزودني بما أحتاجه من الزاد والملبس ، وممن شجعوني في خلاوي هشكوريب بعض الشيوخ أسأل الله أن يتقبل منهم الشيخ آدم ادروب ، وشيخ سليمان على بيتاي، والشيخ أبي بكر جمعة ، وحينما أتيت الى جامعة القرآن الكريم وجدت أشياخ في قسم القراءات ، ونهلت الكثير من علمهم وفي مقدمتهم الشيح الجنزوري ، رحمه الله رحمة واسعة حيث قرأت عليه القراءات العشره، وختمت عليه متن الشاطبية ولا أنسى الشيخ الدكتور العلامة الطيب محمود، وثم زملائى الذين كنت اتدارس معهم القرآن الكريم.

ما أبرز الصعوبات التي واجهتها في حفظ القران؟

لله الحمد والمنة لم تواجهني أي صعوبات في حفظ القرآن ، غير أني اذكر عندما كنا نحفظ القرآن جاءت المعارضة واحتلت الخلوة وانقطع الاتصال والمواصلات ولكن بفضل الله لم يؤثر ذلك على تحصيلنا وعلى سلامتنا ، لأننا كنا نتحصن بالقرآن آناء الليل وأطراف النهار إلى أن انجلى الأمر وتحررت المنطقة.

كيف تم قبولك للمشاركة في الجائزة الدولية للقران الكريم؟

أرسلت إدرة الجائزة الدولية استمارات يملأؤها من توافرت فيه الشروط ، والحمد لله لقد ملأت الاستمارة ، وكان الشرط أن لا يتقدم القارئ في فرع قد فاز فيه في الدورات السابقة

س- كم عدد فروع الجائزة وفي أي فروع الجائزة كانت مشاركتك؟

فروع الجائزة أربعة وهي: حفط القرآن كاملاً ، وحفظ عشرين جزءاً ، وحفظ عشرة أجزاء، وحفظ خمسة أجزاء واضيف في هذه الدورة فرع آخر وهو مسابقة أجمل صوت .

وقد كانت مشاركتي في الفرع الأول حفظ القرآن الكريم كاملاً ، لأني شاركت في 2009م في الفرع الثالث حفظ عشرة أجزاء وفزت وسبحان الله قد احرزت المركز الخامس .

س- كيف كان شعورك وأنت تفوز بأرفع جوائز القرآن الكريم؟

الشعور بالفوز يشعر به كل شخص في العالم ، وما حققته كان بفضل الله تعالى ، ولا استطيع أن أعبر عن فرحي وأنا افوز في أرفع مسابقة ، شاركت فيها أكثر من 27 دولة ، لكني أشكر الله وأساله التوفيق والسداد قال تعالى “لإن شكرتم لأزيدنكم”

ما أهم المشاركات المحلية والدولية التي شاركت فيها؟

لله الحمد والمنة لقد شاركت في عدة مشاركات محلية ودولية أما المشاركات المحلية ، فقد كانت في عدة ولايات منها: ولاية الخرطوم والقضارف ، ونهر النيل والفاشر ، وخارجياً شاركت في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية 2004، جائز الامير سلطان في المللكة العربية 2009، وجائزة الكويت الدولية 2004 ، ت ، والجائزة الدولية التاسعة لقرآن الكريم 2022م ، وأحرزت المرتبة الأولى في دورة مهارات التحكيم التي نظمتها جائزة عبد العزيز الدولية.

س/ ما الذي يميز هذه المسابقة عن غيرها من المسابقات الدولية؟

هذه المسابقه تقام في اشرف بقعة مكة المكرمة، وفي داخل الحرم المكي ، حيث يؤدي المشاركون العمرة ، ويمكن ان يهدي ثواب العمرة لوالديه ـ ثم الصلاة في المسجد الحرام بمائة الف صلاة ، يحظى بها الانسان وكثرة المكرمين وهذاوزيارة المسجد النبوى والمدينةوقباء وشهداء احد

س/ ماذا قدمت لك هذه المسابقة؟

وبفضل القرآن وجوائزه زرت المملكة العربية السعودية ثلاث مرات، واستطعت أداء العمرة ، كما منحتني الجائزة دافعاً كبيراً للانجاز ، وبعداً اعلامياً شجع الآخرون على الانخراط في المجال، بالإضافة للعائد المادي للجائزة ، والمعارف الاجتماعية التي اكتسبتها من خلال التواصل مع المشاركين وغيرهم.

س/ما الخطوة الأخرى التي تفكر بها لدعم هذا الإنجاز؟

الخطوة التالية التي افكر فيها لدعم هذا الانجاز هي أن أفرغ نفسي لتعليم النشئ والإقراء خاصة ونحن في جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية قد وضعنا اللبنة الأولى للإقراء والمقارئ السودانية ، وكنت ضمن اللجنة التي وضعت اللائحة التي تنظم هذه المشيخة والتي سوف تجاز قريبا في اجتماع مجلس الأساتذة .

س / بم تنصح الطلاب والشباب الذين يرغبون في حفظ القرآن الكريم؟

أنصح الشباب والطلاب بالإقبال إلى حفظ هذا الكتاب ، ولو عرفوا قدره الكتاب سوف يقبلون إليه ، ففيه راحة للبال وزيادة للإيمان ، ويجد الانسان في حفظه البركة في عمرة وفي ماله ، ويعينه على على الثبات على الحق ، ، وحفظ القرآن سبب للثواب الأخروي يقول ﷺ: (الماهِرُ بالقرآن مع السَّفَرة الكرام البَرَرة) لذلك أنصح الشباب بمداومة السلامة، ان لم يستطيعوا تفريغ أنفسهم للخلاوى ، ولو استقل الشباب نصف الوقت الذي يقضونه في الوسائط لحفظوا الكثير من القران الكريم ، كما أنصح الشباب بملازمة الشيوخ المتقنيين فأخذ القران إنما يحسن من السابق الى اللاحق وملازمة مصحفاً معيناً مثل مصحف المدينة المنورة ، وأن يقرأوا القرآن ويتلونه جهراً ليرسخ في حاسة السمع والنظر وتحريك اللسان ونسال الله ان يعين الشباب ويحفظهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

س/ ما القنوات الدينية التي تنصح بمتابعتها؟

أهم القنوات الدينية : قناة القران الكريم من الحرم المكي، التي تقدم التلاوات بأصوات متعدده ،وقناة السنة النبوية ، وقناة الرسالة ، واقرأ ، وإذاعة القرآن الكريم، ويمكن للإنسان أن يستفيد من البرامج الدينية في أي قناة أخرى.

س/ لمن تهدي هدا الفوز؟

اهدى هذا الفوز لوالدي ولأسرتي ولجامعة القران الكريم والعلوم الإسلامية

س/ كلمة أخيرة

أوصي الجميع بالاعتصام بحبل الله المتين ، وأختم بما قال الشاطبي:

وإن كتاب الله أوثق شافع وأغنى غناء واهبا متفضلا

وخير جليس لا يمل حديثه وترداده يزداد فيه تجملا

وبما قال ابن الجزري:

وَإنَّهُمْ فِي النَّاسِ أَهْلُ اللهِ … وَإنَّ َربَّنا بِهِمْ يُبَاهِي

وقَالَ فِي الْقُرآنِ عَنْهُمْ وَكَفَى … ِبأنَّهُ أْوَرثَهُ مَنِ اصْطَفىَ

واسال الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من أهل القران وخاصته وصلى اللّهم وسلم على نبينا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى